على طريق القوم، ليس هذا موضع ذكرها، نفعنا الله به وبالصالحين إنه جواد كريم.
علي بن عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي أبو الحسن نجم الدين الربعي الشافعي، كان شاباً محصلاً مجتهداً، عنده فضيلة وأهلية وديانة، لم يزل منذ نشأ مكباً على الاشتغال والتحصيل والسماع، فسمع كثيراً من المشايخ، واخترمته المنية شاباً، فتوفى في يوم الخميس ثاني عشر ربيع الآخر بدمشق، ودفن يوم الجمعة بسفح قاسيون رحمه الله، ولعله لم يبلغ من العمر ثلاثين سنة، وكان عالماً بالفقه والأدب والحديث، وله نظم حسن، فمنه هذه يقول:
أعاهد قلبي في اجتناب وصالكم ... ويغلبني شوقي إليكم فأنكث
واحلف لا واصلتكم ما بقيتموا ... واعلم أن الوصل خير فأحنث
وقال يمدح شيخه الشيخ تاج الدين عبد الرحمن الفزاري رحمه الله حين أملى عليه كتابة المسمى بالإقليد لذر التقليد في شرح التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي رحمه الله:
يا إماماً فاق كل إمام ... وفقيهاً أزرى بكل فقيه
أنت حبر صان الإله بك الدي ... ن من الترهات والتمويه
أنت تاج لمفرق الدين تحميه ... من كل جاهل وسفيه