عبد الله - رحمه الله - أشعار كثيرة وكلام حسن على طريق القوم، وكان صحب والده وأخذ عنه وانتفع به، وكان لوالده عدة أولاد جميعهم أخيار صلحاء. والشيخ عبد الله المشار إليه منهم والمتعين من بينهم اجتمعت به بدمشق غير مرة؛ ورأيته يملأ العين والقلب ويقصر عن محاسنه الوصف ودرج إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في شعبان سنة اثنتين وسبعين وستمائة وهو في عشر السبعين بنابلس، ودفن بالطور وصلى عليه بالتيه بجامع دمشق يوم الجمعة العشرين من شعبان. رثاه ولده أبو الحسن الآتي ذكره إن شاء الله تعالى:
أأرض بها قبر الحبيب يزار ... لك الدمع من جفني القريح نثار
لقد أنس الرحمن أرضاً ثوى بها ... وأصبح فيها معهد ومزار
وطاب ثرى البطحاء من طيب نشره ... وحسبك قبر للخليل جوار
فلا تسألن الصبر عمن أحبه ... ففي القلب من فقد الأحبة نار
فلا تذكر إلى الدار من بعد أهلها ... فما الدار من بعد الأحبة دار
لقد أوحشت تلك المنازل بعدهم ... وكان عليها هيبة ووقار
سلام على تلك الخيام وأهلها ... لقد خلفوني في الخيام وساروا
وأما والده الشيخ غانم فكان من سادات المشايخ وأعيانهم وأعلمهم بطريق القوم، وله بقرية نورين من عمل نابلس زاوية أقام بها عشرين سنة، ولما فتح البيت المقدس سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة استوطنه وأقام به نحواً من خمسين سنة، ثم قدم دمشق فتوفي بها في غرة شعبان