وصاح صائحهم صوتاً لو انفلقت ... له الصخور لما كانت من العجب
ورب صرخة وجد لو تلبثها ... لمات منها لفرط النار واللهب
ولو حدا لهم الحادي وأنشدهم ... باسم الحبيب بصوت طيب دأب
تراهم بين سكران ومطرح ... وهائم واله ملقى ومضطرب
وبين باك وذي وجد وذي حرق ... وبين شاك وأواه ومنتحب
صرعى من الوجد لامس ولا عرض ... سكرى من الحب لا من خمرة العنب
إن بشروا بالوفا فالقوم في مرح ... أو خوفوا بالجفا فالقوم في حرب
هذا السماع الذي اذكرتموه على ... أهل السماع وأنتم منه في نصب
والله ما فعلوه أهله عبثاً ... ولا لحظ ولا دنيا ولا سبب
وإنما نسمة مرت بهم فسرت ... في كل قلب دميث طاهر لجب
ويفهم القول والمعنى ويدركه ... ذوو البصائر أهل العقل والرتب
عجبت منكم وأنتم أيها الفقها ... أهل الحديث وأهل الفضل والأدب
دحضتم القول في أهل السماع فلم ... تبقوا على أحد في السب والغضب
فكيف حرمتم كل السماع ولم ... تفرقوا بين أهل الصدق والكذب
فكم رجال وأبدال وقد حضروا ... هذا السماع من السادات والنجب
قوم تعم بقاع الأرض دعوتهم ... بالنضر والأمطار والسحب
فهل ذكرتم بتصريح كما ذكرت ... أسماؤهم في كتاب الله بالعربي
لو كان إنكارهم لله يا فقها ... لكان خال من الأهواء والغضب