زاروا النساء وآخوهن هل عصموا ... منهن أم أمنوا من طارق النوب
نسوا قضية هاروت وصاحبه ... ماروت إذ شربا كأساً من العطب
وهمّ يوسف لما أن رأى عجبا؟ ً ... برهان خالقه أعجب من العجب
ونظرة تركت داود ذا خرق ... على خطيئته باك أخا كرب
أبرأ إلى الله من قوم فعالهم ... هذا وإن دينهم ما عشت لم أتب
فأجابه الشيخ عبد الله رحمه الله:
يا منكراً فضل أهل الفضل والأدب ... وناسباً فعلهم ظلماً إلى اللعب
قوم لهم عند ذكر الله أفئدة ... تطير شوقاً لفرط الحب والطلب
قلوبهم بالغنى بالله قد ملئت ... فما لهم حاجة في الخلق والسبب
قد أصبحت في رياض القرب ساكنة ... أرواحهم فغدت بالأنس والطرب
قد علت سبعة الأفلاك همتهم ... مع السماوات والكرسي مع الحجب
فلم تزل في ظلال العرش سائرة ... فيا لها رتبة جلت على الرتب
هم الرجال وأهل الله نعرفهم ... من خصه الله بالتوفيق والقرب
فيهم ودائع أدحال وأودية ... وبين أظهرنا في العجم والعرب
لذكرهم ينزل الرحمن رحمته ... كما سمعناه في الأخبار والكتب
يراهم الجاهل العاني فيحسبهم ... من التعفف أهل المال والحسب
فالفقر فخرهم والحق عزهم ... واللطف وصفهم والغبر في تعب
هذا هو الفضل لا بالدرس في كتب ... هذا هو الفخر لا بالمال والحسب
تقدست وصفت أسرارهم فرأت ... معنى يجل عن الإدراك والسبب
لما انجلت وتجلت في سرائرهم ... قاموا لها وجثوا منها على الركب