فالنرجس الطرف المضاعف لوعتي ... وأقاحها ثغر جني وسواسي

والخد يبدو محدقاً بعذاره ... كالورد حف به جني الآس

سبحان من أنشأه من إحسانه ... حسناً فاصبح فتنة للناس

قال كنت مجرداً مع العسكر الناصري على غزة سنة خمسين وستمائة وضجر العسكر من التجريد وطول المدة وكان الناس يقولون إن الشيخ نجم الدين الباذراني رسول الخليفة خرج من دمشق متوجهاً إلى الديار المصرية للصلح بين الملك الناصر وصاحب مصر وبعضهم يقول ما خرج فعملت:

؟ قالوا الرسول أتى وقالوا أنه ... ما رام يوماً من دمشق نزوحا

كثر الخلاف وما ظفرت بمسلم ... يروي الحديث عن الرسول صحيحا

وكان عماد الدين المذكور له حرمة وافرة عند الملوك ومكانة لطيفة منهم وكان الملك الصالح عماد الدين إسماعيل شديد المحبة له والوثوق به والميل إليه والاعتماد عليه لا يفضل عليه أحداً من خواصه وأصحابه وكان مستحقاً لذلك ولما هو أبلغ منه، حكى لي الأمير عز الدين محمد بن أبي الهيجاء رحمه الله عنه ما معناه أنه قال لما مات الملك الأشرف رحمه الله واستولى الملك الصالح عماد الدين على دمشق وما معها مما كان بيد الملك الأشرف من البلاد بالشام بلغه خروج الملك الكامل من الديار المصرية لقصده وانتزاع البلاد منه وعلم أنه يعجز عن مقاومته وأنه متى أظهر الانقياد إلى الملك الكامل تفلل عنه سائر من عنده من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015