البلاد وامتدح الناس ودخل بلاد العجم ولما اجتمع بأبي الفتيان بن حيوس الشاعر المشهور بحلب وعرض عليه شعره قال قد نعاني هذا الشاب إلى نفسي فقلما نشأ ذو صناعة ومهر فيها إلا وكان دليلاً على موت الشيخ من أبناء جنسه ودخل مرة حلب وهو رقيق الحال فكتب إلى ابن حيوس المذكور:

لم يبق عندي ما يباع بحبة ... وكفاك مني منظري عن مخبري

ألا بقية ماء وجه صنتها ... عن أن تباع وأين أين المشتري

فلما وقف عليهما ابن حيوس قال لو قال وأنت نعم المشتري لكان أحسن وديوانه مشهور، ومن مشهور شعره قوله:

خذا من صبا نجد أماناً لقلبه ... فقد كاد رياها يطير بلبه

وإياكما ذاك النسيم فإنه ... إذا هب كان الوجد أيسر خطبه

خليلي لو أحببتما لعلمتما ... محل الهوى من مغرم القلب صبه

تذكر والذكرى تشوق وذو الهوى ... يتوق ومن يعلق به الحب يصبه

غرام على يأس الهوى ورجائه ... وشوق على بعد المزار وقربه

وفي الركب مطوى الضلوع على جوى ... متى يدعه داعي الغرام يلبه

إذا خطرت من جانب الرمل نفحة ... تضمن منها داؤه دون صحبه

ومحتجب بين الأسنة معرض ... وفي القلب من إعراضه مثل حجبه

أغار إذا آنست في الحي أنةً ... حذارا وخوفاً أن تكون لحبه

وهي طويلة ومن شعره أيضاً:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015