بالقرافة الصغرى، وكان قد سمع من مشايخ عصره، ونظم الشعر الحسن، فمنه ما أنشده الأمير علم الدين سنجر الدويداري في شهور سنة سبع وخمسين وست مائة:
إذا كان أنسى في التزامي لخلوتي ... وقلبي عن كل البرية خال
فما ضرني من كان لي الدهر قالياً ... ولا سرني من كان في موال
وقال أيضاً رحمه الله تعالى:
ألا هل لهجر العامرية إقصار ... فتقضي من الوجد المبرح أوطار
ويشفي عليل من عليل موله ... لنجم من الجوزاء في الليل سمار
أغار عليه السقم من جنباته ... وأعزاه بالأحباب نأي وتذكار
ورق له مما يلاقي عذوله ... وأرقه دمع يرقرق مدرار
يحن إلى برق الأبيرق قلبه ... ويخفق إن ناحت حمائم وأطيار
عسى ما مضى من حفظ عيشي على الحمى ... يعود قلبي فيه نجوم وأقمار
عدمت فؤادي إن تعلقت غيرها ... وإن زين السلوان لي فهو غدار
ولي من دواعي الشوق في السخط والرضى ... على الوصل والهجران ناه وأمار
أأسلو وفي الأحشاء من لاعج الأسى ... لهيب أسال الروح فالصبر منهار
كان والده قطب الدين من سادات المشايخ وزهادهم، روى عن ابن بري وغيره. سئل عن مولده فقال: في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وخمس مائة بمصر.