ذيل مراه الزمان (صفحة 1656)

أقسمت بالمقسمات الدهر يحجبها ... سمر العوالي والهندية القضب

لكدت تشبه برقاً من ثغورهم ... بادر دمعي لولا الظلم والشنب

وجيرة جار فينا حكم معتدل ... منهم ولم يعتبوا لكنهم عتبوا

ما حيلتي قربوني من محبتهم ... وحال دونهم التقريب والخبب

وعرضت القصيدتان على الشيخ شرف الدين بن الفارض، فأنشد مخاطباً لابن إسرائيل بيت ابن الخيمي، وهو:

لقد حليت ولكن فاتك الشنب

وحكم بالقصيدة الأولى لابن الخيمي، واستحسن بعض الحاضرين أبيات ابن إسرائيل، وقال: من ينظم مثل هذه! ما الحامل له على إدعاء ما ليس له؟ فقال ابن الخيمي: هذه سرقة عادة لا سرقة حاجة، وانفصل على ذلك، وسافر ابن إسرائيل لوقته من الديار المصرية. هذا مضمون حكاية الموفق رحمه الله.

محمد بن يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح أبو عبد الله محيى الدين الحراني المعروف بابن الصيرفي. مولده سنة ست وعشرين وست مائة، وتوفي بدمشق يوم السبت لليلتين خلتا من ذي الحجة، ودفن يوم السبت بمقابر باب الفراديس رحمه الله. كان عنده فضيلة، وحسن عشرة، وعلى ذهنه من الأشعار، والحكايات، وأخبار الناس، والتواريخ قطعة صالحة. سمع الكثير من صغره، وفي حال كبره، وتولى عدة جهات، وكان له حرمة، ومكانة، وملازمة للأمير افتخار الدين وولده الأمير ناصر الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015