ذيل مراه الزمان (صفحة 1655)

فلفظه أبداً سكران يسمعنا ... من معرب اللحن ما ينشى لها الأدب

تجنى لواحظه فينا ومنطقه ... جناية تجتني من مرها الطرب

قد أظهر السحر في أجفانه طرباً ... البرء منه إذا ما شاء والعطب

حلو الأحاديث والألفاظ ساحرها ... يلقى إذا نطق الألواح والكتب

فداؤها ما جرى في الدمع من مهج ... وما جرى في سبيل الحب محتسب

ويح المتيم شام البرق من اضم ... فهزه كاهتزاز البارق الحرب

وانسكف البرق من وجد ومن كلف ... من قبله فهو في الأحشاء به لهب

فكلما لاح منه بارق بعثت ... قطر المدامع من أجفانه سحب

وما أعادت نسمات الغوار له ... أخبار ذي الائل إلا هزه الطرب

واهاً له أعراض الأحباب عنه وما ... أخذت رسائله الحسنى ولا القرب

ونظم نجم الدين محمد بن إسرائيل قوله:

لم يقض من حبكم بعد الذي يجب ... قلب متى ما جرى تذكاركم يجب

ولي دمى لرسم الدار بعدكم دمع ... متى جاد صيب بالحيا السحب

أحبابنا والمنى تدني مزاركم ... وربما حال من دون المنى الأرب

ما رأيكم من حياتي بعد بعدكم ... وليس لي في حياة بعدكم أرب

قاطعتموني فأجراني مواضلة ... وحلتم محلاً لي فيكم التعب

ويا نسيماً سرى والعطر يصحبه ... أحرت حين مشين الخرد العرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015