ذيل مراه الزمان (صفحة 1639)

كم زنت مرتبة رأيتهم زمناً ... وكم قلادة خود زانها عنق

أما وجود لياليها وعزتها ... وعرضك المحض كل أبيض يقق

وعقدها وثناياها ونظمي في ... مديح مدحك كل لؤلؤ نسق

حويت خلقاً وخلقا ضامنين معاً ... صدفي فلست وإن بالغت أختلق

قيدتني بحراً أطلقته فكذا ... أصبحت كالجود ما لي عنك منطلق

من لم يكن ساكناً في ظل جاهكم ... فقلبه لرزايا دهره قلق

لولاكم يا بني عبد الرفيع لما ... أصبحت في خفض عيش سله غرق

قال أخي رحمه الله تعالى أنشدني المذكور لنفسه:

قلت له إذ غاب عن مقلتي ... في يوم غيم ممطر مدجن

لو لم تكن في الحسن شمساً حجبت بالغيم عن الأعين

وقال أيضاً رحمه الله تعالى:

وليلة من ليالي البين واحدة ... وددت لو أنها ولت ولم تبن

زادت فؤادي فنوناً من صبابته ... بها مطوقة ناحت على فنن

ناديتها وكؤوس الشوق دائرة ... والوجد يطربها طوراً ويطربني

وإنني بالذي ألقى من حديثتها ... ونوحها بالذي تلقى تحدثني

حتى بدا الصبح كالواشي فريع له ... قلب عن بين حالي يخبرني

فما رأيت له عن جاهل مثلاً ... ولا رأيت له ميلاً إلى فطن

ولا رأيت لئيماً فيه ممتحناً ... ولا رأيت كريماً غير ممتحن

طار انتظاري حياً رزق يلين له ... مذموم عيش كما اشتهى خشن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015