ذيل مراه الزمان (صفحة 1637)

ترنو بألحاظ رئم قط ما رمقت ... فغادرت في البرايا من به رمق

أما وأهيف ذي خصر بأعيننا ... كما يشاء الهوى العذري ينطبق

تألفت فيه أصداد لها أبدا ... على هواه الخلق تتفق

فالخد والثغر ذا جمر وذا برد ... والوجه والشعر ذا صبح وذا غسق

ما حلت عن عهد سكان العقيق وهل ... يحول عنهم محب حبه خلق

كم زرتهموا في الكرى طيفاً واحسبني ... للسقم لو زرتهم شخصاً لما فرقوا

خوفاً عليهم من الواشين لا حذراً ... من بارق للصفاح البيض يأتلق

تسطو بها فتية غر سيوفهم ... بيض كأحسابهم مصقولة عنقوا

لا أدعي أن جفني سحبة مطرت ... من طول ما رعدوا وجداً وبرقوا

لكن سلمى لاح بارقه.... ... فكان من سحب جفني عارض يدق

ما للجديدين قد أبلى اختلافهما ... جديد حالي فصبري دائماً خلق

ألقى الظلام بصدر غير منشرح ... لما ألاقي وجفن ليس ينطبق

وأسأل الشمس عن أخت لها غربت ... فادمعي الدهر في آثارها شفق

قلبي وطرفي لنأي السائرين ضحىً ... كلاهما بنقاء منه لا أثق

ومن هذا كما شاء الجوى حرق ... وملء ذاك كما شاء البكا أرق

حبست دمعي فقالت لوعة غلبت ... لا تحبس الدمع إن الركب منطلق

وقلت للقلب صبراً بعد بعدهم ... فقال لي نحن قبل البعد نفترق

أشكو إلى الدهر قوماً من بنيه إذا ... محضتهم ود خل مخلص مذقوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015