ذيل مراه الزمان (صفحة 1581)

أرحبه لكي يرتاح بالي ... فأتعب خاطري وأحل حالي

بحالي ذى اغتيال واحتبال ... رأيت الدهر لا يبقى بحال

يريك الوجه ثم يريك ظهرا

فما أنا من صروف الدهر شكا ... وإن لاقيت بعد الرحب ضنكا

ولا أخشى من البأساء فتكا ... وإن وجدت ريح الموت وجها

لقد عرفته سراً وجهرا

ومن شعره:

أحبابنا لو درى قلبي بأنكم ... تدرون ما أنا فيه لذ لي تعبي

وإن أيسر ما ألقاه من ألم ... أنى أموت وما تدري الأحبة بي

وكانت وفته في سنة ثلاث وثمانين مختفياً رحمه الله تعالى.

عيسى بن مهنا أبو مهنا الأمير شرف الدين أمير آل فضل العرب في وقته، والمشار إليه منهم. كان له منزلة عظيمة عند الملك الظاهر، ثم تضاعفت عند الملك المنصور سيف الدين قلاوون بحيث ضاعف حرمته وأقطاعه، وملكه مدينة تدمر بعقد البيع والشراء، وأورد عنه لبيت المال ليأمن غائلة ذلك فيما بعد، وكان المشار إليه كريم الأخلاق، حسن الجوار، مكفوف الشر، مبذول الخير، لم يكن في العرب وملوكها من يضاهيه، وعنده ديانة، وصدق لهجة، لا يسلك مسالك العرب في النهب وغيره، ولما توفى أقر الملك المنصور سيف الدين قلاوون رحمه الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015