ذيل مراه الزمان (صفحة 1578)

الذي كان قاتل مجد الدين بن الأثير، لأنه كان متعلقاً به. فاعتذر ارق إليه بأن هارون هو الذي فعل ذلك بالجماعة، وقتلهم، فأوجب الحال قتل هارون وأولاده مع صغارهم، ومن كان عمره دون التمييز فقتلوا كلهم. واتفق علاء الدين صاحب الديوان سعادات عظيمة، ونزلت به أمور عظيمة سلمه الله منها. فمن ذلك أنه كان معه ببغداد شحنة من تحت يده يعمل ما يأمره به، يقال له الطرغيا، وحديث الأموال، والمناصب، والأمر، والنهي في البلاد كلها راجع إلى علاء الدين، والشحنة ليس له من الأمر إلا إذا حضر بخدمة علاء الدين في دار العدل، ووجب قتل أحد شرعا أمر بقتله فامتثل، أو بتأديبه فأدبه، لا أمر له سوى ذلك. فحسد علاء الدين على ما هو فيه من إنفاذ الكلمة، والاستقلال بالمملكة، ورام أخذ موضعه بمكيدة يعملها في حقه. فكتب على لسان علاء الدين كتاباً إلى الملك المنصور قلاوون يذكر فيه ذلك مناصحة له، وأنه ليحضر هو أو أحد عسكره ليملكه البلاد، وما يناسب هذا الكلام ليدل على مواطأته. وسير الكتاب مع شخص يتوجه به إلى الشام، ويغير به في طريقه على جماعة من المغل ليأخذوه إذا رأوه. فلما توجه إلى ذلك المكان، وجده الفراغون، فأمسكوه وقالوا له: أيش معك؟ وقرروه، فقر أنه رسول صاحب الديوان إلى ملك مصر، فأحضروه إلى بغداد إلى الشحنة الذي كان أرسله، فأعطاه ألف دينار على توجهه به، فقرروه، وأخذ الكتاب منه، وجهزوه مع الفراغون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015