ذيل مراه الزمان (صفحة 1573)

حويت فصاحة الصنفين لما ... حججت بني تميم والحجاز

عبد الرحيم بن سعد بن أبي المواهب بن سعد أبو حمد زين الدين البعلبكي. كان فقيهاً عالماً ديناً خيراً، حسن العشرة، يحاضر بالحكايات، والأشعار، والنوادر، وسافر إلى بلاد متعددة، وسمع الكثير من الحديث، ثم استوطن بعلبك، وتوفى ببعلبك يوم الجمعة سادس جمادى الأولى، وقد نيف على الستين سنة من العمر رحمه الله تعالى.

.... بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم أبو نصر الجزيري الشافعي جمال الدين المعروف بابن العجمية الحاكم بالجزيرة العمرية. كان فاضلاً، حسن الطريقة، كثير المكارم، له حدة كثيرة يقتضى ثلاثين ألف دينار، وكان بينه وبين شخص يقال له القرقوى نسبة إلى أمه خاتون، وقال لها القاضي جمال الدين: سم ولدك عند عبوره إلى الجزيرة في الاقامة التي سيرها له؛ فصدقته، وأحضرت القاضي المذكور إليها، وقتلته بيدها ذبحاً، وسيرت إلى نوابها ببلد الجزيرة تأمرهم بالقبض على أولاده، وحريمه، وقتلهم عن آخرهم حتى كلابهم وقطاطهم، فذهبت أرواحهم وأموالهم، ثم عاد، انعكس الأمر على القرقوى، وحصل له من رافعه، وأخذوه نواب التتر، فقتلوه هو وأولاده وأتباعه أعظم مما فعلوه بالقاضي، وما ربك بظلام للعبيد. روى للقاضي منامات حسنة مبشرة بكل خير، ومن شعره قصيدة أطال فيها النفس يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنها:

يا ساكني ربع قلبي لأعدمتكم ... صبري وحقكم من بعدكم أبق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015