ذيل مراه الزمان (صفحة 1565)

والله لو سمحت عليك بنظرة ... لتزعزعت أركان جسمك كله

فصار الشيخ موفق الدين يبكي، ويقول: أي والله، لو سمحوا على بنظرة، ويردد ذلك كله. خذا مضمون ما حكاه الشيخ طالب لأخي رحمه الله.

عبد الرحمن بن عبد الله رسول الملك أحمد بن هولاكو. حدثني الشيخ عبد الله الموصلي المتصوف، وكان ممن قدم معه، وله خبرة بحاله، أن المذكور كان من مماليك الخليفة المستعصم بالله رحمه الله، وكان يسمى قراجاً، فلما ملك التتر بغداد وتلك البلاد، تزهد، وتسمى بعبد الرحمن، واتصل بالملك أحمد بن هولاكو، وعظم شأنه لديه، وحصل له من المكانة عنده ما يقصر عنه الوصف بحيث كان الملك يحضر إلى زيارته، وإذا شاهده من بعد ترجل، فإذا وصل إليه قبل يده، وقعد بين يديه، وامتثل جميع ما يشير به، وكان معظم ما يصدر من الملك أحمد من الأفعال الجميلة، والمبالغة في الميل إلى المسلمين بطريقه، وأشار إليه أن يتفق مع الملك المنصور سيف الدين قلاوون رحمه الله، ويجتمع كلمتهم، فندبه لذلك، وسير في خدمته جماعة كثيرة من المغل والأعيان من أهل الموصل، وماردين وغيرهما، من صدور تلك البلاد، فحضر إلى دمشق في العشر الأوسط من ذى الحجة سنة اثنتين وثمانين وست مائة، وأقام هو ومن معه في دار رضوان بقلعة دمشق، ورتب لهم من الاقامات ما لا مزيد عليه، وبولغ في إكرامهم، وخدمتهم بكل طريق، وقدم السلطان الملك المنصور إلى الشام في هذه السنة أعني ثلاث وثمانين وست مائة، ومن أعظم أسباب قدومه الاجتماع به، وأبرام ما قدم بسببه، فبلغ الملك المنصور عند وصوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015