ذيل مراه الزمان (صفحة 1563)

رسل إلى الملك المنصور سيف الدين قلاوون يلتمس الصلح، وكان بين الملك رحمه الله وبين أرغون بن بغا عداوة شديدة، فسير أحمد عسكر نحو أرغون مقدار أحد عشر ألف فارس، وقدم عليهم على نياق أحد خواصه، فقصدوا أرغون، ونزلوا قريباً منه، فركب أرغون، وكبسهم، فقتل منهم ألفي فارس، وبلغ الملك أحمد، فركب في أربعين ألف فارس، وقصد جهة خراسان، فالتقى هو وأرغون، فقتل من عسكر أرغون أكثر من النصف، وضربت البشائر في بلاد العجم، وأمسك خمسة من الأمراء من المصاف وقررهم، فاعترفوا أن أرغون طلب العبور إلى ايلخان، فمنعه جماعة من أصحاب الملك أحمد، ومنعوه من الدخول في طاعة أحمد، فأمسك اثني عشر أميراً من كبراء المغل، وقيدهم، فعند ذلك قام المغل عليه، وجاهروه، فهرب، ثم أخذ، وأحضر إلى أرغون، فقتله، واستبد أرغون بالملك، وقيل في كيفية قتله غير ذلك والله أعلم.

الحسين بن عبد الرحمن بن هبة الله أبو محمد قطب الدين ابن المشترى رحمه الله. كان دمث الأخلااق، كثير الاحتمال، حسن العشرة والمحاضرة، له معرفة بالتاريخ، وإلمام بالأدب، ووالده الصاحب فلك الدين شهرته تغنى عن شرح حاله، ووالدته ابنة شيخ الشيخوخ تاج الدين ابن حمويه رحمه الله وكان قطب الدين المذكور قد خدم جندياً، وبقي على ذلك مدة، ثم ترك ذلك، وانتقل إلى بعلبك في أوائل سنة ثمان وخمسين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015