ذيل مراه الزمان (صفحة 1554)

وقفت جميع الكتب التي بالخزانة الظاهرية، وجميع الربعات، والختم التي بالتربة الظاهرية، وشرطت أن لا يخرج شيء من ذلك من المدرسة، بل من أراد الانتفاع به ينتفع بالمدرسة، وكان وقفها كذلك في سنة إحدى وثمانين.

وفي جمادى الآخرة توفى بدمشق الأمير علم الدين سنجر بن زريق الخولاني، والأمير شمس الدين قراسنقر المعزى ببستانه ببيت لهيا، ودفن بالجبل رحمه الله تعالى.

وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر شعبان سافر الأمير حسام الدين طرنطاى من دمشق إلى القاهرة متمرضاً. وفي ثامنه ليلة الأحد توفى الأمير بدر الدين بيليك الجاشنكير، ودفن يوم الاثنين بتربة سليمان الرقى بالجبل الغزير.

وفي ليلة الأربعاء العشرين مطرت السماء من نصف الليل، وتوالى المطر الشديد مع الرعد القاصف، والبرق الخاطف، إلى أول النهار، وجاءت الزيادة، وارتفع الماء على الأرض قامة، وفي بعض الأماكن أكثر، وكانت طائفة من العساكر المصرية نازلين ظاهر دمشق، فعمهم ذلك. وغرق خلق من الناس، وأما الجمال، والدواب، والغنم فما لا يحصى، ووقعت عدة بيوت على من فيها. وكانت آية عظيمة وأصبحت يوم الأربعاء الشمس طالعة، وجفت الماء.

وفي شعبان أقبل الأمير علم الدين الدويدارى رحمه الله من مباشرة المشد، وكان كثير القلق، وطلب الانفصال منه، والسعي في ذلك باطناً، فأجيب، وباشر الأمير شمس الدين سنقر الأعسر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015