ذيل مراه الزمان (صفحة 1500)

لقد جل هذا الذرء من وصف واصف ... كما جل عن إدراكه حد ذى حد

سقى جدثاً ضم المكارم تربه ... ولحداً حوى تلك المناقب من لحد

مواطر دمع ما يزال تمدها ... سحائب تحدوها بواسم من نجد

فلله ما أذكى ثراه كأنما ... تنفس في روض المرحم عن خد

لئن أظلمت دنيا الغفلة لفقده ... فقد أشرقت من وجهه جنة الخلد

عليك سلام الله يا خير مالك ... ويا غير مصحوب سوى الشكر والحمد

وتفقه بالموصل على الشيخ كمال الدين موسى بن يونس، وعلى القاضي بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع عرف بابن شداد وغيره، وقدم دمشق في عنفوان شبابه، فأقام بها مدة، ثم توجه إلى الديار المصرية، فاستوطنها واشتغل بالعلوم، وحصل من كل فن طرفاً جيداً، وكان فقيهاً إماماً بارعاً متقناً، مجموع الفضائل، معدوم النظير في علوم شتى، حجة فيما ينقله، محققاً لما يورده، منفرداً في علم الأدب والتاريخ، تولى الحكم بالقاهرة مدة زمانية خلافة عن قاضي القضاة بدر الدين يوسف السنجاري رحمه الله، ودرس وأفتى، وصنف واشتغل جماعة كثيرة؛ ثم ولى قضاء القضاة بالشام من العريش إلى سلمية. وفوض النظر في سائر أوقافها، وبسطت يده في ذلك، وفوض إليه تدريس عدة مدارس بدمشق، فكان يذكر الدروس فيها بنفسه، وتارة نوابه، وأقام على ذلك مدة عشر سنين، ثم صرف وتوجه إلى الديار المصرية، فأقام بها سبع سنين بطالاً، وباشر في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015