على ذلك إلى حين وفاته. قال والده الشيخ غانم رحمه الله: من أراد أن ينظر إلى عابد من عباد بني إسرائيل فلينظر إلى أحمد. وتوفى بالقدس في شعبان سنة إحدى وثمانين وست مائة، وقد تجاوز تسعين سنة رحمه الله تعالى وصلى عليه بجامع دمشق بالتيه يوم الجمعة سابع عشر شعبان.
وفيها توفى: أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان بن ناول بن عبد الله بن شاكل بن الحسين بن مالك بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك أبو العباس البرمكي الاربلي الشافعي شمس الدين قاضي قضاة الشام، وصدر صدور الاسلام. وله ليلة الأحد حادي عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وست مائة باربل، وبها نشأ، وذكره الصاحب كمال الدين عمر بن العديم رحمه الله في تاريخ حلب، وساق نسبه رحمه الله إلى خالد بن برمك، وقال: فقيه شاعر من بيت معروف بالفقه والأدب والمناصب الدينية، قدم حلب وتفقه بها. أنشدني قصيدة يرثي بها الملك العزيز بن الملك الظاهر، وهي هذه:
طوى من نظام الملك واسطة العقد ... ولم يك من صرف المنية من يد
فما للرماح السمر مشرعة القنا ... وما للصفاح البيض مرهفة الحد
أمن بعد فقدان العزيز محمد ... تدور رحى الحرب على صافن نهد
إذا عطلت من بعده حومة الوغى ... فما تصنع الفرسان بالقصب الملد