ولا يقول له ما أريد إلا من الالجاء أرشد. وفق الله الشيخ للصواب وسدد رأيه تسديد هذا الجواب:
أعانتنا لهذا يا فلان ... تأمل ليس كالخبر العيان
أماني بالنفوس لها خداع ... وليس من الحتوف لها أمان
ومن بعد الحراك لها سكون ... وصمت بعد ما مرج اللسان
أيا من حبذ الآمال ركضا ... بأمن قفي به الأجل العنان
تزوفد زاهر الدنيا ومنها ... جنى ثمر الردى إنس وجان
ويخدع لامس منها بلين ... أيؤمن إذ تميس الاقحوان
محاذر مكرهاً حلا تحاذر ... فما يبقى الشجاع ولا الجبان
لو وضع الزمان لو اتعظنا ... وبالغ في نصائحه الزمان
ونحن على اغترار من هوانا ... وليس مع الهوى إلا هوان
بلغت أبا الحسين مدى إليه ... لمستبق ومستبق رهان
وكنت وطالما قد كنت أيضاً ... تقول ... سيقول كانوا
الأعز القوا في اليوم عمن ... بكته البكر منها والعوان
وسقت بما منعناه حبيباً ... عليه والبيان لها بنان
لها أيضاً لحزن بعد حزن ... وألفنا لدمع لا يصان
واقذاء برفع فوق نعش ... وخفض في اللحود له مكان