قف قليلاً على الحمى ... يشتكي الصب ما لقي
أودعوا حين ودعوا ... في فؤادي تحرقي
من جفاهم وصدهم ... شاب رأسي ومفرقي
سادتي بالذي قضى ... إن حظي هو الشقي
سامحوا في الذي مضى ... وارفقوا بالذي بقي
فأنا المغرم الذي ... دمعه في تدفق
يا عذولي فخلني ... لست عندي بمشفق
إن تردد تعرف الهوى ... ومعانيه فاعشق
وأجل في الكأس جمرة من شراب المعتق
بين ندمان حضره ... كل من خانهم شقي
بات ساقي مدامهم ... من محياه يستقي
وينادي عليهم ... بأنك أماني من بقي
وحكى الشيخ شرف الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن سباع ابن ضياء الفزاري رحمه الله قال: حججت في سنة خمس وسبعين وست مائة، واجتمع في الحج من علماء الأقطار ابن العجيل من اليمن، وتقي الدين بن دقيق العيد من الديار المصرية، والشيخ تاج الدين الفزاري من الشام، وغيرهم، واجتمعوا في الحرم الشريف، وكان عز الدين عبد السلام المذكور قد حج من مصر، فجلس تجاه الكعبة المعظمة، وحضر أمير مكة