ذيل مراه الزمان (صفحة 1281)

أرى النسيم يعتل في حماهم ... وغار في الروض على خلاهم

كأنما هواهم لهواهم ... إذا للأحاديث انتضت أنباهم

كانت كنشر الروض غاداه السدى

أبكي لشمل منهم مشتتاً ... وغنه المسك غدا مفتتا

من لي بطيب راح قد أتى ... ما أنعم العيشة لو أن الفتى

يقبل منه الموت أسناء الرشا

ولم يزل يجلو الليالي بدره ... ولم يخف من بعد وصل هجره

فكان يقضي في نشاط دهره ... أو لو تحلى بالشباب عمره

لم يستلبه الشيب هاتيك الحلى

ترى لأيام الشباب مرجع ... أم في البقا مع داء المصاب مطمع

أم لي خلع منهما تخلع ... هيهات مهما تشعبه يسترجع

وفي خطوب الدهر للناس أسى

وليلة كنت بها نجم السرى ... وكان فيها النصل سنخاً مسفرا

أيقظت طرفاً بات عنه مبصراً ... وفتية سامرهم طيف الكرى

فسامروا النوم وهم غيد الطلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015