فأخرج الحب به بعد الجبا ... وأطلق السبت ما ها للحبا
وفرق اللطف به كف الصبا ... فأوسع الأحداب سيبا محسبا
وطبق البطنان بالماء الروى
وطالما استخرجه من عيبه ... مستسقياً غمامه بسيبه
فأضحك العباس فضل شيبه ... كأنما البيداء غبّ صوبه
بحر طما تياره ثم سجا
إذا أناخ في الثرى بركبه ... اطلع تبراً زاهراً من تربه
يعرب في النادي بداً عن عربه ... ذاك الجدا لا زال مخصوصاً به
قوم هم للأرض غيث وجدا
سقتني الاخلاص منه درة ... وبالرضا قد حيلت لي قطرة
فلي على الصبر بذاك فطرة ... لست إذا ما بهظتني غمرة
ممن يقول بلغ السيل الزبى
كم وقفة للرمح فيها خطرة ... لم يجر فيها من دموعي قطرة
كفكفها وتلك نفس حرة ... وإن ثوت تحت ضلوعي زفرة
تملأ ما بين الرجا إلى الرجا