ذيل مراه الزمان (صفحة 1234)

وإني إذا زاد اشتياقي لأهلها ... وإن كان شوقي ما عليه مزيد

أعانق من نشر الشمال شمائلاً ... يرنحني تذكرها فأميد

وألثم من برد الثنايا مباسماً ... تجمع فيها الدر وهو فريد

وليلة حياني الخيال مسلماً ... وصحبي على شعب الرحال قعود

فعانقته حتى الصباح وبيننا ... حديث هوى أبديه وهو يعيد

ومائسة الأعطاف تذكي رضابها ... لهيباً لدى الأشواق وهو برود

تقول لرسلي كيف غاب وكم بدت ... بنار اشتياقي إن ذا لجليد

دعوه بغيري إن تشاغل قلبه ... فواجد غيري أنه لفقيد

ألفت وما أنوي الفراق بسلوة ... وإن فراقي من ألفت شديد

فلو مت عشقاً ثم عشت وقال لي ... تعود إلى ما كنت قلت أعود

وما الحب إلا أن تروح وتغتدي ... بثوب الضنا يبليك وهو جديد

وقال أيضاً رحمه الله:

طاب السماع فغنني يا مطربي ... وأعد نعيمي من حديث معذبي

لا تسقني إلا كؤوس حديثها ... فلقد حلا بالسمع منها مشربي

إني لأطرب كيف ما ذكر اسمها ... فأرى العذول على هواها مطربي

ويمليني السكر القديم إذا جرى ... صرف الحديث ومن فمي لم أشرب

أجني لكي أجني ثمار عتابها ... فمتى عفت أبدأت حالة مذنب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015