ذيل مراه الزمان (صفحة 1231)

ربع تودّ به الخدود إذا مشت ... فيه سليمى إنها اعتاب

كم في الخيام أهلذة هالاتها ... تبدو لعينك برقع ونقاب

وشموس حسن أشرقت انوارها ... أفلاكهن مضارب وقباب

شنّوا على العشاق غارات الهوى ... فإذا القلوب لديهم أسلاب

من كل هيفاء القوام إذا انثنت ... هز الغصون بقدها الإعجاب

تهب الغرام لمهجة في أسرها ... فجمالها الوهّاب والمنهاب

وغدت تجرّ على الكثيب برودها ... فإذا العبيرلدى ثراه تراب

رقّ النسيم لطافة فكأنما ... في طيّه للعاشقين عتاب

وسرى يفوح معطراً وأظنه ... لرسائل الأشواق فيه جواب

وقال أيضاً - رحمه الله تعالى:

إذا لمعت من جانب الحي نارها ... فلا طالع إلا فيها استعارها

وإن سمعت أذناي نحوي خطابها ... خلا جملة الأشواق سراّ جهارها

فيسكر صحبي من صغار كؤوسها ... وأصحو إذا دارت عليّ كبارها

لي المقلة النجلاء كأس مزاجها ... غرام وما عين الفتور عقارها

وإن سفرت أطرقت صوناً لحسنها ... وكيف أرى من بالسفور استتارها

فما البدر إلا في سحاب نقابها ... وما الغصن إلا ما حواه إزارها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015