ذيل مراه الزمان (صفحة 1185)

نجم الدين بن أيوب التي بالقاهرة، وتولي قضاء القضاة بالديار المصرية وسائر أعمالها على مذهبه مدة سنين، وصرف عن ذلك في ثاني شعبان سنة سبعين وست مائة، واعتقل بقلعة الجبل مدة سنين، ثم أفرج عنه، ولزم بيته متوفراً على ذكر الدروس بالمدرسة الصالحية، وسبق إلى طلبه والتعبد إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في يوم السبت ثاني عشرين المحرم، ودفن يوم الأحد بالقرافة الصغرى. ومولده بدمشق في يوم الأحد رابع عشرين صفر سنة ثلاث وست مائة رحمه الله ورضي عنه. كان من أحسن المشايخ صورة مع الفضائل الكثيرة التامة، والديانة العظيمة وسعة الصدر وأظنه جعفري النسب. وهو أول من درّس بالمدرسة الصالحية من الحنابلة، وأول من ولّي قضاء القضاة منهم بالديار المصرية؛ وتولّي مشيخة خانكاة سعيد السعداء بالقاهرة مدة. وكان مكملاً للأدوات، سيداً صدراً من صدور الإسلام وأئمتهم، متبحراً في العلوم مع الزهد المفرط واحتقار الدنيا وعدم الإلتفات إليها. وكان الصاحب بهاء الدين يتحامل إليه ويغرى الملك الظاهر به لما يرى عنده من الأهلية لكل شيء من أمور الدنيا والآخرة وهو لا يلتفت عليه ولا يخضع له رحمه الله تعالى.

محمد بن أحمد بن منظور بن عبد الله.

مولده في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وخمس مائة، كان له زاوية بظاهر المقس بالديار المصرية، وبها جماعة من الفقراء مقيمون على الدوام وهو متكفل بأمرهم وخدمتهم والإقامة بهم، وكذلك يخدم من يرد عليه من المسافرين والزوار. ويعمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015