ذيل مراه الزمان (صفحة 1178)

حمص، ومسكنها بدار صاحب حمص الكبيرة، لأنه استقرب ذلك عن منزله بالجبل، فأدركته منيته في باب الدار قبل دخوله إليها، ودفن بسفح قاسيون في منزله رحمه الله تعالى.

وحكي أن تاج الدين نوح بن إسحاق بن شيخ السلامية حكى عنه حكاية غريبة، معناها: أن الأمير علاء الدين ازدمر العلائي رحمه الله نائب السلطنة كان بقلعة صفد حدثه بها: قال: كان الملك الظاهر مولعاً بالنجوم وما يقوله أرباب التقاويم كثير البحث عن ذلك، فأخبر أنه يموت في سنة سبع وسبعين ملك بالسم، فحصل عنده من ذلك أثر كبير. وكان عنده حسد شديد لمن يوصف بشجاعته أو يذكر بذكر جميل في معناه. واتفق أن الملك القاهر لما دخل مع الملك الظاهر إلى الروم، وكان يوم المصاف، ورآه الملك الظاهر فتأثر منه، وانضاف إلى ذلك أن الملك الظاهر حصل منه في ذلك اليوم فتور على غير العادة، فظهر عليه الخوف والندم على تورطه في بلاد الروم؛ فحدثه الملك القاهر في ذلك الوقت بما فيه نوع من الإنكار عليه والتقبيح لفعاله، فأثر عنده أثر آخر. فلما عاد من غزاته وسمع الناس يلهجون بما فعله الملك القاهر زاد تأثره منه وحنقه عليه، فخيل في ذهنه أنه إذاً سمّه كان هو الذي ذكره أرباب النجوم، لأنه يطلق عليه اسم ملك، وله ذكر، فأحضره عنده ليشرب القمز، وجعل الذي قد أعد له في ورقة في جيبه من غير أن يطلع على ذلك أحداً من خلق الله تعالى وللسلطان هنابات مختصة ثلاثة مع ثلاثة من السقاة الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015