ذيل مراه الزمان (صفحة 1124)

مطر بن شريك بن عمر بن قيس بن شراحيل بن همام بن مرة من ذهل بن شيبان، ويعرف بابن عراج أبو المكارم الشيباني المنعوت بالشهاب ابن التلعفري الشاعر المشهور. مولده في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ستين وخمس مائة بتلّ يعفر، وقرأ الأدب على الشيخ أبي الحزم بالموصل، وكان حافظاً للأشعار وأيام العرب وأخبارها. وتوفي في ثالث عشر المحرم سنة خمس وسبعين وست مائة بنصيبين، وكان حسن المعرفة بأخبار الفرس ومحاسن آثارهم. وكان شاعراً مطيلاً في قصائده يمدح أهل البيت رضي الله عنهم، وكان من المغالين في مذهب الشيعة، سافر إلى نصيبين، وأقام بها إلى أن مات، وانقطع إلى الملك الأشرف بن العادل، وصار أحد شعراء دولته، وسيّر فيه قصائد شتى، وكان وعده وهو معه في حمام بقلعة الرها سنة أربع وست مائة بألف دينار مصرية أي يوم ملك خلاط، فلما ملكها في ربيع الأول سنة عشر وست مائة أنشده:

سقى خلاط ملث الودق مدرار ... فإن فيها لباناتي وأوطاري

ماجت خراسان وارتجت قواعدها ... كأنها الدوح لاقى صوب الاعصار

وأضحت الكرّج في تفليس خائفة ... إذ جاورت منك جاراً أيما جار

غيثاً من الرعب ملأناً وليث شرى ... يظلّ ما بين فياض وزوار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015