ذيل مراه الزمان (صفحة 1114)

كان رئيساًوفيه مكارم، وعنده معرفة تامة بالكتابة والتصرف، وولي المناصب الجليلة، منها نظرالجيوش بالديار، وكان بينه وبين الصاحب بهاء الدين مصاهرة ووحشة باطنة. وتوفي بدارهالتي على الخليج بالقرب من مصر ليلة الأحد خامس عشر جمادى الأولى، ودفن يوم الأحد بالقرافة الصغرى، ومولده على ما نقل عنه في سنة عشر وست مائة - رحمه الله تعالى.

محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر بن يحيى الأمير أبو عبد الله بن الأمير أبي زكريا ابن الشيخ أبي محمد بن أبي حفص الهنتاني صاحب تونس، قد اختلف النقل في تاريخ وفاته لبعد المسافة، فقيل في الثاني من شوال سنة خمس وسبعين وست مائة، وقيل في يوم عيد النحر منها، وقيل في الثالث والعشرين من ذي الحجة - والله أعلم. كانت وفاته بمدينة تونس، وسبب موته أنه خرج إلى الصيد وحصل له من كثرة الحركة انزعاج وتغير مزاجه، وزاد به الألم، فعاد إلى المدينة وهو ضعيف، فبقي على ذلك مدة أيام إلى أن توفي، وله من العمر اثنان وخمسون سنة تقريباً. وكان ملكاً جليلاً عظيم المقدار عالي الهمة، مدبراً سائساً كثير التحيل على بلوغ مقاصده شجاعاً مقداماً يقتحم الأخطار بنفسه، كريماً كثير العطاء، يستقل الكثير مما يعطيه ويعجبه فعل المعروف وينافس فيه، مغرماً بالعمائر، منهمكاً في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015