ذيل مراه الزمان (صفحة 1110)

وأنشدني ولده جمال الدين المذكور لوالده في شاعر:

وشاعر يسحرني طرفه ... ورقة الألفاظ من شعره

أنشدني نظماً بديعاً فما ... أحسن ذاك النظم من ثغره

وحكى بدر الدين المذكور - رحمه الله - إنه رأى في المنام الشرف داود بن العرضي - رحمه الله - عقيب وفاته وكان هذا الشرف يلوذ ببدر الدين ويتوكل له ويخدمه. قال فقلت له: يا ابني داود إيش كان أو إيش؟ كأني أسأله عما لقي بعد الموت فكان جوابه لي:

ما كان لي من شافع عنده ... إلا اعتقادي أنه واحد

وحكى لي أخي - رحمه الله ورضي عنه - ما معناه أنه خرج إلى ظاهر دمشق ومعه بدر الدين المذكور - رحمه الله - عند عود طائفة من عساكر التتر من الجهات القبلية في شهور سنة ثمان وخمسين ومعهم السبي من تلك البلاد ليشتروا منهم من يستفدونه من أيديهم، فجرى بينهم ذكر الملاحم والأشعار الموضوعة فيها، فنظم بدر الدين المذكور - رحمه الله بيتاً من الشعر علي وزن بعض القصائد المنسوبة إلى ابن أبي العقب وهو:

ويملك الشام ملك اسمه قطز ... ويقتل الترك في حمص وفي حلب

فاتفق أن تملك الملك المظفر سيف الدين قطز - رحمه الله - بالشام ما قد علمتم. وقتلت التتار في حمص في أول سنة تسع وخمسين ثم في سنة ثمانين وست مائة فكأنه كان منطقاً بذلك.

وقال شرف الدين عمر بن خواجا أمام الناسخ: أنشدني الشيخ بدر الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015