وأبي المنجا بن اللتى وأبي عبد الله محمد بن غسان الأنصاري وغيرهم، وحدّث بصحيح البخاري وغيره، وسمع أيضاً من مكرم وابن صباح وسمع من خلق كثير. وكانت وفاته يوم السبت ثامن رجب هذه السنة، ودفن بسفح قاسيون. ودرّس بالعذراوية أخوه قاضي القضاة عز الدين أبو المفاخر ولم يزل بها إلى أن مات - رحمهم الله تعالى.
محمد بن عبد الله بن أبي أسامة مفيد الدين بن الشيخ جمال الدين أبي صالح المعروف بابن الأحواضي، كان مفنناً ذا علوم كثيرة والغالب عليه المنطق والحكمة والفلسفة والميل إلى مذهبهم؛ توفي بقرية حراجل من جبل الحردبين ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى ولم يبلغ أربعين سنة. ووالده شيخ الشيعة والمقتدى به عندهم والمشار إليه في مذهبهم وسيأتي ذكره - إن شاء الله.
محمد بن عبيد الله بن حزيل أبو عبد الله بهاء الدين، كان صدراً كبيراً عالماً فاضلاً رئيساً، توفي في هذه السنة بالقاهرة. ودفن بالقرافة الصغرى وهو في عشر الستين - رحمه الله تعالى. أخبرني بذلك صاحبنا تاج الدين عبد الله وهو ابن أخيه، ومن شعر بهاء الدين المذكور قوله:
إنما أشكو إلى الخلق هواناً ومذلّة ... فاترك الخلق واترك كل ما تارك الله