ذيل مراه الزمان (صفحة 1054)

رحمه الله. ورثاه جمال الدين محمد بن يحيى الغساني الحمصي بقوله:

لو أن البكا يجدي على أثر هالك ... بكينا على الدهر التقي المبارك

بكينا على من كان في الحلة بيته ... مناخ ذوي الحاجات مأوى الصعالك

بكينا على من فيه للبذل للقرى ... فريداً وحيداً ما له من مشارك

جواداً إذا ما الغيث ضن فلم يجد ... روى جنوده بالوابل المتدارك

يؤمّ بها كل الكرام ويهتدي ... بحيث اهتدات أم النجوم الشوابك

تقيّ تقيّ لا محل ديانة ... بفرض ونفل من جميع المناسك

بريء وذاك المصطفى خير متجر ... وان صدّ عنه بالظبى والنيازك

وقد كان أحيى من فتاة حيية ... وأفتك في الهيجاء من كل فاتك

ستبكيه أبناء الفواطم سادة ... ألا ناصر إذا افتروا لعواتك

وتبكيه عدنان تميم وقيسها ... وطيء وحيا مذحج والكاسك

وإن غاب عنا وجها الطلق عندنا ... لندعوه في جنح من الليل حالك

وإن لم يزره المؤمنون فإنه ... تعوض واستغنى بزور الملائك

ولو انه مما يردّ بقوة ... رددناه بالبيض الرقاق البواتك

ولكنه الموت الذي فيه يستوي ... فقير ومسكين برب الممالك

ولسنا نبكّيه وقد فارق العنا ... وراحت به التقوى الى ما هنالك

فراحت إلى رضوان في عدن روحه ... وروح معاديه إلى عند مالك

ويدلّ من حمّى الحديد وضربه ... بولدانها والحور فوق الأرائك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015