ذيل مراه الزمان (صفحة 1002)

المشايخ الكثير وحدث وتوفي في الرابع من ربيع الآخر، ودفن من الغد ظاهر باب النصر رحمه الله؛ وللأميني نسبة إلى أمين الدولة صاحب صرخد.

محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم أبو عبد الله عز الدين الحلبي الأصل المعروف بابن العجمي، قد تقدم ذكر والده كمال الدين في سنة سبع وستين وست مائة، ولما توفي والده رتب عز الدين ولده في كتابة الإنشاء، وكان عنده أهلية تامة وفضيلة كثيرة ومروءة غزيرة ومثابرة على قضاء حوائج الناس، وتوفي بدمشق في هذه السنة ودفن بمقابر الصوفية إلى جانب قبر أبيه رحمه الله تعالى ولعله لم يبلغ ثلاثين سنة من العمر رحمه الله تعالى، وكان عارفاً بالفقه على مذهب الشافعي رحمه الله، مشاركاً في علوم كثيرة، متفنناً أكثرها مع كثرة الديانة وسعة الصدر، كثير التعبد والانقطاع عن الناس، حفظ شيئاً كثيراً من الكتب المشهورة في فنون العلوم ودرّس بعدة مدارس بالقاهرة وغيرها، وصنف وأفاد وبرع نظراءه، وله نظم كثير فمنه:

حكم الغرام وحكمه مقبول ... إني بسيف لحاظه مقتول

فعلام تنكر ما جنت ألحاظه ... ودمي على وجناته مطلول

بدر وغصن قدّه ورضابه ... ذا عاسل يثني وذا معسول

لا غرو أن أضحى القوام مثقفاً ... فسنانه من جفنه مسلول

حل اصطباري عقد مبسمه ... وما عقد الوداد لودّه محلول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015