دمشق، فنقل سماعي بخطه وسيره إليَّ، حضرت معه في دعوتين. فكان طيب النفس على الطعام. وكانت مجالسه أكثر فائدة من مجالسته.

وذكره الحافظ ابن الدبيثي في ذيله على تاريخ ابن السمعاني، فقال: شيخنا الإمام جمال الدين بن الجوزي صاحب التصانيف في فنون العلم: من التفاسير، والفقه، والحديث، والوعظ، والرقائق، والتواريخ، وغير ذلك. وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه. والوقوف على صحيحه من سقيمه. وله فيه المصنفات من المسانيد والأبواب والرجال. ومعرفة ما يحتج به في أبواب الأحكام والفقه، وما لا يحتج به من الأحاديث الواهية الموضوعة. والانقطاع والاتصال. وله في الوعظ العبارة الرائقة. والإشارات الفائقة. والمعاني الدقيقة. والاستعارة الرشيقة.

وكان من أحسن الناس كلاما. وأتمهم نظاما، وأعذبهم لسانا، وأجودهم بيانا.

وبورك له في عمره وعمله. فروى الكثير، وسمع كالناس منه أكثر من أربعين سنة، وحدث بمصنفاته مرارا.

قال: وأنشدني بواسط لنفسه:

يا ساكن الدنيا تأهب ... وانتظر يوم الفراق

وأعدَّ زادا للرحيل ... فسوف يحدى بالرفاق

وابك الذنوب بأدمع ... تنهل من سحب المآقي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015