والورع، والتقشف، والقناعة، والتعفف، وكان خشن العيش، مخشوشنا، كثير الانقطاع عن الناس. وكان على غاية من الوسوسة، والمبالغة في الطهارة.
قال ابن النجار: حدثني سعيد بن يوسف بن سعيد المقرىء، قَالَ: سمعت سعد المصري الزاهد يقول: تجشأت مرة، فصعد إلى حلقي شيء من الجشأ، فغسلت حلقي ثلاث مرات، وابتلعته، ثم غسلت فمي ثلاث مرات أخر وأبصقه.
قلت: سامحه الله تعالى، هذه زلة فاحشة.
قال المنذري: كان يحمل إليه ما يقتات به من مصر من جهة كانت له بها.
وقيل: إن شيخه ابن المني لما احتضر أوصى أن يصلي عليه الشيخ سعد، وقد تقدم أنه صلى عليه يومئذ، وأن الناس ازدحموا عليه للتبرك به، حتى كاد يهلك.
قال المنذري: توفي في سادس شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ساجدا في صلاته، ودفن من الغد.
وذكر القطيعي: أنه توفي يوم الثلاثاء، وأنه دفن بمقبرة باب الدير