من يضع متنًا ولا يهيىء على متن إسناد، فصاحب الترجمة لم ينفرد بوصف من هذه الأوصاف، بل اشتمل عليها جميعها، فكان الجرح على حسبها.

قال: وقول ابن السمعاني: إن ابن ناصر لا يحسن الكلام، عِيٌ من القول وقصور عن إدراك الفهم، أتراه من أدرك في رحلته من اشتمل بصفة شيخنا في طبقته من حفظ وإتقان، ودوام صلاة وصيام، وأوراد كثيرة، لا يقطعها في أوقاتها، وحسن خط لم يماثله عالم في تحقيقه وضبطه، حتى إنه لا يفتقر من قرأ كتابه إلى إسناد، ولا من يعرفه طريق الإسناد، ويفيد من حفظه علوما جمة. له في كل وصف شريف سيرة حسنة، يعلو شخصه المهابة، كأنه أحد الصحابة، فكيف يستجيز من تعقل وتفهم أن يطلق من لفظه، وقد شاء هذه أنه لا يحسن أن يتكلم.

قلت: حدث ابن ناصر بالكثير، وأملى الحديث، واستملى للأشياخ الكثير وخرج لهم التخاريج الكثيرة، وتكلم فيها على الأسانيد، ومعاني الأحاديث وفقهها، وله مصنف في مأخذ في اللغة على الغريبين للهروي، ومصنف في مناقب الإمام أحمد في مجلد وجزء في الرد على من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015