حاجة.

وأنتَ يا صدر الإسلام، أحق بهذه المأثرة، وأولى بهذه وأحرى من أعدَّ جوابا لتلك المسألة، فإنَه " اللهُ الذي تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَرْنَ مِنْه " مريم: 90. في موقفٍ ما فيه إلا خاشع، أو خاضع أو مقنع، لينخلع فيه القلب، ويحكم فيه الرب، ويعظم فيه الكرب، ويشيب فيه الصغير، ويعزل فيه الملك والوزير، يوم " يتَذكَّرُ الإنْسَانُ، وَأنَّى لَهُ الذِّكْرَى " الفجر: 23، " يَوْمَ تَجِدُ كُلّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِن خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدّ لَوْ أنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا " آل عمران: 30.

وقد استجلبت لك الدعاء، وخلدت لك الثناء، مع براءتي من التهمة. فليس لي - بحمدالله تعالى - في أرض الله ضيعة ولا قرية، ولا بيني وبين أحد خصُومة، ولا بي - بحمد الله تعالى - فقر ولا فاقة.

فلما سمع " نظام الملك " هذه الموعظة بكى بكاءً شديدًا، وأمر له بمائة دينار.

فأبى أن يأخذها، وقال: أنا في ضيافة أمير المؤمنين. ومن يكن في ضيافة أمير المؤمنين يقبح عليه أن يأخذ عطاءَ غيره. فقال له: فُضَّها على الفقراء، فقال: الفقراء على بابك أكثر مِنْهُمْ على بابي، ولم يأخذ شيئًا.

توفي أَبُو سعد يوم الاثنين ثامن عشرين ربيع الأول، سنة ست وخمسمائة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015