وَقَدْ يهبه اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ باعتبار المنامات فَقَط، أَوْ بحسب علم الرمل فَقَط، فلا يفتح لَهُ صحة القول والنطق فِي غيره. ومن لَيْسَ لَهُ قوة نفس فِي هَذَا النوع صالحة فِي ذَلِكَ لعلم تعبير الرؤيا لا يكاد يصيب إلا عَلَى النذور، فلا ينبغي لَهُ التوجه لعلم التعبير. ومن كانت لَهُ قوة نفس هُوَ الَّذِي ينتفع بتعبيره. وَقَدْ رأيت من لَهُ قوة نفس مَعَ القواعد. فكان يتحدث بالعجائب والغرائب فِي المنام اللطيف، ويخرج هذه الأشياء الكثيرة، والأحوال المتباينة، ويخبر فيه سن الماضيات والحاضرات والمستقبلات، وينتهي فِي المنام اليسير إِلَى نَحْو مائة من الأَحْكَام بالعجائب والغرائب، حَتَّى يَقُول من لا يعلم أحوال قوى النفوس: إِن هَذَا من الجان والمكاشفة، وليس كَمَا قَالَ، بل هو قوة نقس، تجد بسببها تلك الأحوال عِنْدَ توجهه للمنام. ورأيت أنا جَمَاعَة من هَذَا النوع واختبرتهم انتهى كلامه.
وأظنه يشير إِلَى الشيخ شهاب الدين المذكور، فَإِنَّهُ كَانَ معاصره. وَلَهُ مصنف فِي هَذَا العلم، سماه " النور المنير ".
قَالَ الذهبي:! ن إماما فاضلًا. وَلَهُ مصنف نفيس فِي الأَحْكَام. وأقام مدة بالقاهرة، ومدة بدمشق. وبها مَات. وولي بها مدة شهور مشيخة دار الْحَدِيث الأشرفية بسفح قاسيون؟ وأسمع بها الْحَدِيث، ثُمَّ صرف عَنْهَا. وذكر مدة لقضاء الحنابلة.
وحدث بدمشق ومصر وغيرها.
وسمع منه خلق من الحفاظ وغيرهم، كالمزي، والبرزالي، والذهبي