الجبل ومشيخة دار الْحَدِيث الأشرفية بِهِ.

وَقَالَ اليونيني فِي تاريخه: شيخ الإِسلام، علما وزهدا وورعا، وديانة وأمانة، كبير القدر، جم الفضائل. انتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي الفقه عَلَى مذهب الإِمام أَحْمَد، وشرح كتاب " المقنع " لعمه الشيخ موفق الدين، وإن كَانَ معظم الشج مأخوذ من كَلام عمه. وَكَانَ لَهُ اليد الطولى فِي معرفة الْحَدِيث، والأصول والنحو وغير ذَلِكَ من العلوم الشرعية، مَعَ العبادة الكثيرة، والتواضع واللطف بكرم الأخلاق، ولين الجانب، والإِحسان إِلَى القريب والبعيد، والاحتمال. وولي قضاء القضاة مكرها. وباشر ذَلِكَ مدة. ثُمَّ عزل نَفْسه، وامتنع من الحكم، وبقي متوفرا عَلَى العبادة والتدريس، وإشغال الطلبة والتصنيف. وَكَانَ أوحد زمانه فِي تعدد الفضائل، والتفرد بالمحامد، وَلَمْ يكن لَهُ نظير فِي خُلقه ورياضته. وَمَا هُوَ عَلَيْهِ، وانتفع بِهِ خلق كثير. وَكَانَ عَلَى قدم السلف الصالح فِي معظم أحواله.

اشتغل عَلَى الشيخ شمس الدين رحمه اللَّه خلق كثير.

وممن أخذ عَنْهُ العلم: الشيخ تقي الدين ابْن تيمية، والشيخ مجد الدين إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الحراني، وَكَانَ يَقُول: مَا رأيت بعيني مثله.

وحدث بالكثير. وخرج لَهُ أَبُو الْحَسَن بْن اللبان مشيخة فِي أحد عشر جزءا. وأخرج لَهُ الحافظ الحارثي أُخْرَى. وحدث بهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015