التواضع والتودد، وَكَانَ مدرسا بالمدرسة الصالحية بالقاهرة، ثُمَّ ولي الْقَضَاء، ثُمَّ عزل وحبس مدة بسبب ودائع أكره عَلَى أخذها، أخذت من بيته سنة سبعين، واعتقل سنتين ثُمَّ أفرج عَنْهُ. ولزم بيته يدرس ويفتي ويقرئ ويتعبد، إِلَى أَن مَات، رحمه اللَّه تَعَالَى.
وَقَالَ الذهبي: استوطن مصر بَعْد الأربعين، ورأس بها فِي مذهب أَحْمَد. وصار شيخ الإقليم فيء الأيام الظاهرية، وَكَانَ إماما محققا، كثير الفضائل، صالحا خيرا، حسن السيرة، مليح الشكل، كثير النفع والمحاسن.
وقال! القطب اليرنيني: كَانَ من أَحْسَن المشايخ صورة، مَعَ الفضائل الكثيرة التامة، والديانة المفرطة، والكرم وسعة الصدر، وأظنه جعفري النَّسب، وَهُوَ أول من درس بالمدرسة الصالحية للحنابلة. وأول من ولي قضاء القضاة مِنْهُم بالديار المصرية. وتولى مشيخة خانقاه سَعِيد السعداء بالقاهرة مدة. وَكَانَ كامل الأدوات، سيدا صدرا من صدور الإِسْلام وأئمتهم، متبحرا فِي العلوم، مَعَ الزهد الخارج عَنِ الحد، واحتقار الدنيا، وعدم الالتفات إِلَيْهَا. وَكَانَ الصاحب بهاء الدين - يَعْنِي ابْن جنا - يتحامل