صفي الدين عبد المؤمن بن عَبْد الحق فِي مشيخته، فَقَالَ: هُوَ شيخ بغداد كلها. إِلَيْهِ انتهت رياسة القراءات والحَدِيث بها. كَانَ من الْعُلَمَاء العاملين، والأئمة الموصوفين بالعلم والفضل والزهد. وصنف الخطب الَّتِي انفرد بفنها وأسلوبها، وَمَا فِيهَا من الصنعة والفصاحة. وجمع منها شَيْئًا كثيرا. ذهب فِي واقعة بغداد مَعَ كتب لَهُ أُخْرَى بخطه وأصوله، حَتَّى كَانَ يَقُول: فِي قلبي حسرتان: ولدي وكتبي. فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ ولد اسمه أَحْمَد - وَبِهِ يكنى - صَالِح فاضل حسن السمت. خلفه بمسجد قمرية، لما رتب هُوَ شيخا برباط سوسيان فِي زمن المستعصم. وَكَانَ حسن الصوت حسن القراءة. وعدم فِي الواقعة. وبقي يتأسف عَلَيْهِ وعلى كتبه.
قَالَ الذهبي: قرأ عَلَيْهِ الشيخ إِبْرَاهِيم الرقي الزاهد، والتقي أَبِي بَكْر الجزبور المقصاتي، وأبو عَبْد اللَّهِ بْن خروف، وأبو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن موسى الموصليان، وجماعة - وَكَانَ إماما محققا، بصيرا بالقراءات وعللها وغريبها، صالحا زاهدا، كبير القدر، بعيد الصيت.