بالميل إِلَى السلاطين، والانقطاع إِلَى الْمَلِك الصالح.

والعجب: أَن هذين الرجلين كانا ميلا إِلَى الملوك، والتوصل إليهم، وإلى برهم بالوعظ وغيره. وَمَا أحسر قَوْل القائل:

لا تَنْهَ عَن خلق وتأتي بمثله ... عار عليك إِذَا فعلت عظيم

ولقد كَانَ أَبُو موسى أتقى لِلَّهِ وأورع، وأعلم منهما وأكثر عبادة، وأنفع لِلنَّاسِ وبنى الْمَلِك الأشرف دار الْحَدِيث بالسفح عَلَى اسمه، وجعله شيخها، وقرر لَهُ معلوما، فمات أَبُو موسى قبل كمالها.

توفى رحمه اللَّه يَوْم الجمعة، خامس رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن بسفح قاسيون رحمه الله.

ورآه بَعْضهم فِي النوم، فَقَالَ له: ما فعل الله بك؟ قَالَ: أسكنني عَلَى بركة رضوان.

ورآه آخر فسأله، فَقَالَ: لقيت خيراً. فقال له: كَيْفَ النَّاس. قَالَ: يتفاوتون عَلَى قدر أعمالهم. ورآه آخر من أَصْحَابه، فَقَالَ لَهُ: أوصيك بالدعاء الذي حفظتك إياه فاحفظه، لقال لَهُ: مَا بقيت أحفظه، فَقَالَ لَهُ: هُوَ مكتوب فِي الورقة الَّتِي كتبتها لَك، فَمَا نفعني اللَّه إلا بِهِ، وَكَانَ الدعاء: " اللهم أنت ربي لا إنه إلا أَنْتَ، خلقتني وأنا عبدك - الْحَدِيث ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015