وَقَالَ سبط ابْن الجوزي: كَانَ يؤم بمسجد الحنابلة بنابلس، ثُمَّ انتقل إِلَى دمشق. قَالَ: وَكَانَ صالحا ورعا زاهدا، غازيا مجاهدا، جوادا سمحا.

وَقَالَ المنذري: كَانَ فِيهِ تواضع، وحسن خلق، وأقبل فِي آخر عمره عَلَى الْحَدِيث إقبالا كليا، وكتب منه الكثير. وحدث بنابلس، ودمشق.

تولْي رحمه اللَّه فِي سابع ذي الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة، ودفن من يومه بسفح قاسيون، رحمه الله تعالى.

قرأت بخط الشيخ بهاء الدين، قَالَ الخرقي: وإذا قَالَ لَهُ: يا لوطي، وَقَالَ: أردت أَنَّهُ من قوم لوط، فلا شَيْء عَلَيْهِ. وَقَالَ: إِذَا قذف من كَانَ مشركا وَقَالَ: أردت أَنَّهُ زنى وَهُوَ مشرك، لَمْ يلتفت إِلَى قَوْله وَحُدَّ. سألت موفق الدين عَنِ الفرق بينهما. فَقَالَ: قَدْ قيل فِي الأدلة: إنها عَلَى خلاف الظاهر، وأنه لا يلتفت إِلَى قَوْله كالثانية، لأن قوم لوط قَد انقرضوا، وهذا بحيد. وإن فرق بينهما، فلأنه إِذَا قَالَ: أردت إنه زنى وَهُوَ مشرك، فَقَدْ ألحق بِهِ العار فِي الحال بقوله: يا زاني، والزنا عار فِي حالة الشرك، وَقَدْ وصفه بِهِ وَهُوَ مُسْلِم، فلا يلتفت إِلَى تفسيره ويحد. وَأَمَّا إِذَا قَالَ: يا لوطي، وَقَالَ: أردت أنك من قوم لوط فَقَدْ نفى عَنْهُ العار، لأن كونه من قوم لوط: لا عار فِيهِ، وَقَدْ فسر اللفظ بِمَا يحتمله. والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015