ولد سنة تسع وأربعين، أَوْ سنة خمسين وخمسمائة بباجِسْرا.
وقدم بغداد فِي صباه، فسمع من شُهدة وغيرها. وقرأ الفقه عَلَى أَبِي الفتح بْن المنى، ولازمه حَتَّى برع. وقرأ الأصول والخلاف والجدل عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِي البوقاني الشَّافِعِي. وصحب أبا إِسْحَاق بْن الصقال المتقدم ذكره، وصار معيدا بمدرسته، ثُمَّ درس بمسجد شيخه ابْن المني بالمأمونية مدة. وَكَانَ يؤم فِي الصلاة بمسجد الآجرة.
وشهد عِنْدَ قَاضِي القضاة أَبِي الفضائل بْن الشهرزوري، وتولى الخزن بالديوان، وكانت لَهُ حلقة بجامع القصر يتكلم فِيهَا في مسائل الخلاف، ويحضر عنده الْفُقَهَاء، وَكَانَ فقيها فاضلا حافظا للمذهب، حسن الْكَلام فِي مسائل الخلاف متدينا، حسن الطريقة. ذكر ذلك ابن النجار، وقال: سمع معنا أخيرا من مشايخنا، فأكثر، وَكَانَ حسن الأخلاق، متوددا. حدث بيسير، وَلَمْ يتفق لي أَن أكتب عَنْهُ شَيْئًا. رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن الدبيثي.
وَقَالَ القادسي: كَانَ فقيها، مناظرا حسن الطريقة، لَهُ سمة ووقار وعفاف، مَعَ دين. ناظر وأفتى. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْن الساعي بالإِجازة، وَقَالَ: