يُونُس - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أستاذا لدار الْعُلَمَاء، وَالْفُقَهَاء، والقضاة، والأعيان - وَكَانَ ابْن الجوزي معهم. وقرأ فِي بَعْضهَا مخاطبة زحل يَقُول: أيها الكوكب المضيء المنير، أَنْتَ تدبر الأفلاك، وتحمي وتميت. وأنت إلهنا. وَفِي حق المريخ من هَذَا الجنس. وعبد السَّلام حاضر، فَقَالَ ابْن يُونُس: هَذَا خطك؟ قَالَ: نعم، قَالَ: لَمْ كتبته؟ قَالَ: لأرده عَلَى قائله، ومن يعتقده فأمر بإحراق كتبه، فجلس قَاضِي القضاة وَالْعُلَمَاء، وابن الجوزي معهم عَلَى سطح مَسْجِد مجاور لجامع الخليفة يَوْم الجمعة وأضرموا تَحْتَ الْمَسْجِد نارا عظيمة، وخرج النَّاس من الجامع، فوقفوا عَلَى طبقاتهم، والكتب عَلَى سطح الْمَسْجِد، وقام أَبُو بَكْر بْن المرستانية فجعل يقرأ كتابا كتابا، من مخاطبة الكواكب ونحوها، وَيَقُول: الْعَنوا مَن كتبها، ومن يعتقدها، وعبد السَّلام حاضر، فيضج العوام باللعن، فتعدى اللعن إلى الشيخ عبد القادر، بلى وإلى الإِمام أَحْمَد، وظهرت الأحقاد الصدرية، وَقَالَ الخصوم أشعارًا، منها: قَوْل المهذب الرومي ساكن النظامية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015