وولى عدة ولايات. وَكَانَ أديبا، كيسا مطبوعا عارفا بالمنطْق، والفلسفة، والتنجيم، وغير ذَلِكَ من العلوم الرديئة، وبسبب ذَلِكَ نسب إِلَى عقيدة الأوائل، حَتَّى قيل: إِن والده رأى عَلَيْهِ يوما ثوبا بخاريا فَقَالَ: والله، هَذَا عجيب! مَا زلنا نسمع الْبُخَارِي ومسلم، فأما الْبُخَارِي فَهُوَ كافر، فَمَا سمعناه. وَكَانَ أبوه كثير المجون والمداعبة، كَمَا تقدم عَنْهُ.
وَكَانَ عَبْد السَّلام لَمْ يفتأ غَيْر ضابط لله، ولا مشكوراً فِي طريقته وسيرته، يرمي بالفواحش والمنكرات، وَقَدْ جرت عَلَيْهِ محنة في أيام الوزير ابن يُونُس، وحكم بفسقه، وأحرقت كتبه.
وَكَانَ سبب ذَلِكَ: أَن ابْن يُونُس كَانَ جارا لأولاد الشيخ عَبْد القادر فِي حال فقره، فكانوا يؤذونه غاية الأذى. لما ولى ابن يونس وتمكن، شتت شملهم وبعث ببعضهم إِلَى المطامير بواسط، وبعث فكبس داو عَبْد السَّلام، وأخرج منها كتبا من كتب الفلاسفة، ورسائل إخوان الصفا، وكتب السحر، والنارنجة، وعبادة النجوم، واستدعى ابْن