جمعة بَيْنَ العشاءين صلاة التسبيح ويطيلها، ويصلَّي يَوْم الجمعة ركعتين بمائة " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " " الإخلاص: 1 "، وَكَانَ يصلي فِي كُل يَوْم وليلة اثنتين وسبعين ركعة نافلة، وله أوراد كثيرة. وكارْ يزور القبور كُل جمعة بَعْد العصر، ولا ينام إلا عَلَى وضوء، ويحافظ على سمْن وأذكار عِنْدَ نومه: من التسبيح، والتكبير، والتحميد، وقراءة تبارك، وغيرها من الْقُرْآن، وَيَقُول بَيْنَ سنة الفجر والفرض أربعين مرة يا حي يا قيوم، لا إله إلا أَنْتَ.

وَكَانَ لا يترك غسل الجمعة، ولا يخرج إِلَى الجمعة إلا ومعه شَيْء يتصدق بِهِ، وَكَانَ يحمل هَمَ أَصْحَابه، ومن سافر مِنْهُم تفقد أهله. وَكَانَ يتفقد الأشياء النَافِعة، مثل النهر، والسقاية، وغير ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ نفع الْمُسْلِمِينَ. وَكَانَ يؤثر بِمَا عنده لأقاربه وغيرهم، ويتصدق كثيرا ببعض ثيابه، حَتَّى يبقى فِي الشتاء بجبة بغير قميص، وكثيرا من وقته بغير سراويل. وكانت عمامته قطعة بطانة، فَإِذَا احتاج أحد إِلَى خرقة أَوْ مَات صَغِير قطع منها لَهُ. وَكَانَ يلبس الخشن وينام عَلَى الحصير. وَكَانَ ثوبه إِلَى نصف ساقه، وكُمّه إلى رُسْغه، ورما تصدق بالشيء وأهله محتاجون إِلَيْهِ.

ومكث مدة لا يأكل أهل الدير إلا من بيته. يجمع الرجال ناحية والنساء ناحية، وَكَانَ إِذَا جاء شَيْء إِلَى بيته فرقه عَلَى الخاص والعام.

وكأن يَقُول: لا علم إلا مَا دَخَلَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015