سيرته، فقبض عليه وسجن في المارستان مدة مع المجانين مسلسلا، وبيعت دار العلم بما فيها من الكتب مع سائر أمواله وقبضت، وبقي معتقلا مدة، ثم أطلق، فصار يطب الناس، ويدور على المرضى في منازلهم، وصادف قبولا في ذلك، فأثرى، وعاد إلى حالة حسنة، وحصل كتبا كثيرة، ثم إنه انتدب للتوجه في رسالة من الديوان، فخلع عليه خلعة سوداء: قميص وعمامة، وطرحة، وأعطى سيفا وأركب مركوبا جميلا، وتوجه إلى تفليس في صفر سنة تسع وتسعين إلى الأمير أَبِي بكَر بن إيلد كزين البهلوان، زعيم تلك البلاد، فأدركه أجله هناك.

قلت: القبض عليه إنما كان بعد عزل ابن يونس والقبض عليه، وتتبع أصحابه، وفي تلك الفتنة كانت محنة ابن الجوزي أيضا كما تقدم. وبالغ ابن النجار في الحط عليه بسبب ادعائه النسب إلى أَبِي بَكْرٍ الصديق، وبسبب أنه روى عن مشايخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015