وخمسمائة.
وسمع الحديث من أبي المظفر بن الشبلي، وابن البطي، ويحيى بن ثابت بن بندار، وعبد الحق بن عبد الخالق، وشهدة، وأبي الفتح بن شاتيل.
وقرأ كثيرا على المشايخ المتأخرين بعدهم، وكتب بخطه، وحصل الأصول وعنى بهذا الفن، وطلب العلم في صباه، فتفقه في المذهب.
وقرأ الأدب. وكان أديبا، فاضلا فصيحا، مليح العبارة، بليغا، حسن التصنيف، ذكر ذلك ابن النجار وغيره.
وقال أَبُو المظفر سبط بن الجوزي: أحد الفضلاء المعروفين بجمع الحديث، والطب، والنجوم، وعلوم الأوائل، وأيام الناس. وصنف كتابا سماه " ديوان الإسلام، في تاريخ دار السلام " قسمه ثلاثمائة وستين كتابا، إلا أنه لم يشتهر، وصنف سيرة الوزير ابن هبيرة.
وقال ابن النجار: كان قد قرأ كثيرا من علم الطب، والمنطق والفلسفة. وكانت بينه وبين عبيد الله بن يونس صداقة ومصاحبة، فلما أفضت إليه الوزارة اختص به، وقوي جاهه، وبنى دارا بدرب الشاكرية، وسماها: دار العلم، وجعل فيها خزانة كتب، ووقفها على طلاب العلم. وكانت له حلقة بجامع القصر، يقرأ فيها الحديث يوم الجمعة، ويحضر عنده الناس، فيسمعون منه، ورتب ناظرا على أوقاف المارستان العضدي، فلم تحمد