الفتح بن المني أيضا، وبرع في الفقه مذهبا وخلافا وجدالا، وأتقن علم الفرائض، والحساب، وشدا طرفا من العربية، وكتب خطا حسنا، ودرس، وأفتى وناظر. وكان من أكابر العدول، وشهود الحضرة، وأعيان المفتيين المعتمد على فتاويهم وأقوالهم في المجالس والمحافل، متين الديانة، حسن المعاشرة، طيب المفاكهة.
قال القادسي: كان خيرا صالحا، حسن الطريقة، جميل السيرة، بعيد المثال، وإياه عني الصرصري بقوله في قصيدته اللامية المعرفة، في مدح الإمام أحمد وأصحابه:
ومن يتبع المنى أوحد وقته ... أبا الفتح والصقال في الفقه ينبل
حدث، وسمع منه ابن القطيعي، وروى عنه ابن الدبيثي، والحافظ الضياء، وابن النجار.
توفي آخر يوم الاثنين، ثاني ذي الحجة، سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وصلي عليه من الغد عند المنظرة بباب الأزج، وحمل على الرؤوس، ودفن بباب حرب، وشيعه خلق عظيم. رحمه الله.
وقيل: كانت وفاته في مستهل ذي الحجة.
و" الطيبي " منسوب إلى بلدة قديمة بين واسط،